البحر الميت يُشتهَر البحر الميت أو البحر المالح بأنّه أخفض نقطة ومسطّح مائي على سطح الكرة الأرضيّة؛ حيث يبلغ منسوب شاطئه حوالي 430م تحت مستوى سطح البحر حسب سجلاتٍ تعود لمنتصف عام 2010م، إلا أن مستوى المياه فيه يتناقص بمعدّل متر واحد كل عام. يقع البحر الميت جنوب غرب آسيا، وينتمي شاطؤه الشّرقيّ للملكة الأردنيّة الهاشميّة، أما شاطؤه الغربي فهو تحت سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي.[١] للبحر الميّت أهمية كبيرة في الدّيانات السّماويّة الثلاث؛ الإسلامية، والمسيحيّة، واليهوديّة؛ إذ شهد هذا البحر العديد من الأحداث التّاريخّية، كما أنّه أحد المنتجعات الصّحيّة الأقدم في العالم، وقد كان مصدراََ لكثير من المنتجات، مثل مسكنات التّحنيط التي استخدمها قدماء المصريين، والبوتاس للأسمدة.[٢] أهم املاح البحر الميت يتميّز البحر الميت بشدة ملوحته؛ إذ تبلغ نسبة الأملاح فيه 30% وهو ما يمثّل تقريباََ 8.6 أضعاف متوسط ملوحة المحيطات، وهو ثاني أكثر المسطحات المائيّة ملوحة بعد بحيرة عسل في جيبوتي. تتكوّن مياه البحر الميت من 53% من كلوريد المغنيسيوم تقريباََ، و37% من كلوريد البوتاسيوم، و8% من كلوريد الصّوديوم (ملح الطّعام)، أما باقي الأملاح المكونّة للبحر الميت فهي الكبريتات، وأيونات البروميد، وقد تمّ إنشاء شركة البوتاس العربية (APC) في عام 1956م للاستفادة من أملاح البحر الميت.[٢] فوائد بعض أملاح البحر الميت لأملاح البحر الميت العديد من الفوائد والاستخدامات، على سبيل المثال يحتاج جسم الإنسان ملح الطّعام للمساعدة على امتصاص ونقل المواد الغذائيّة في الجسم، بالإضافة لدوره في المحافظة على ضغط الدّم، وتوازن السّوائل في الجسم، ودوره في انقباض وانبساط العضلات وإرسال الإشارات العصبيّة، كما أنّه يُستخدم لتنظيف الأواني المنزليّة، ولإزالة البقع والشّحوم، ولمنع تكوّن العفن، ويُرش على الطّرق لمنع تكوّن الجليد عليها في الشّتاء، كما أنّه يُستخدم لحفظ الطّعام وتعزيز ألوانه الطّبيعيّة، ولصنع المخللات، وحفظ اللحوم.[٣]أما الكبريتات أو أملاح حمض الكبريتيك، فلها فوائد عدة، منها:[٤] تستخدمها بعض الكائنات الحيّة الدّقيقة اللاهوائيّة كمستقبلات للإلكترونات. تُستخدّم أملاح كبريتات المغنيسيوم في الحمامات العلاجيّة. يُستخدم الشكل المعدني لكبريتات الكالسيوم الرطب المعروف بالجبس في صنع الجص. يُستخدم كبريتات النحّاس كمبيد للطحالب. تُستخدم أيونات الكبريتات كأيونات مضادة لبعض الأدوية الكاتيونيّة. أهميّة البحر الميت العلاجيّة يشتهر البحر الميت كمنتجع صحي يجتذب آلاف الزّوار من أنحاء العالم لتجديد الشّباب، وللعلاج، والاسترخاء، فهو يضم مزايا خاصة يندر توفرها في المنتجعات الصّحيّة الأخرى، فأملاح البحر الغنيّة بالمعادن، والغلاف الجوي المشبع بالأكسجين، وأشعة الشّمس والظّروف المناخيّة المميزة للمنطقة، والينابيع المعدنيّة الحارة والطّين الغني بالمعادن، تؤمّن للمرضى علاجاََ فعالاََ للعديد من الأمراض والمشاكل الجلديّة، ومنها التهاب الجلد الاستشرائي، والبهاق، ومرض الصّدفية، والتهاب المفاصل الصّدفي، بالإضافة إلى أمراض الجهاز التّنفسي مثل الرّبو، وبعض الأمراض الأخرى بما فيها ارتفاع ضغط الدّم، وداء باركنسون، والتهاب المفاصل، ومشاكل الدّورة الدّمويّة، وبعض مشاكل العيون.[٥] بالإضافة إلى الفوائد العلاجيّة للبحر الميت، تنتج مختبرات البحر الميت مجموعة من المنتجات التي تُصنع من منتجات المنطقة الطّبيعيّة، والتي تتمتّع بجودة عالية ومنها: أقنعة الوجه الطّينيّة، وجل الاستحمام، وأملاح الحمام، والشّامبو، والصّابون، والكريم الواقي من أشعة الشّمس، والمطهرات، والكريمات المغذيّة، والمرطبات، وكريم الأيدي، ومزيل المستحضرات التّجميليّة، والمستحضرات المنعشة، وغسول الوجه، ويمكن الحصول على هذه المنتجات من جميع الأسواق الأردنيّة كما يمكن طلبها عبر شبكة الإنترنت من أي مكان في العالم.[٥] أنواع العلاج في البحر الميّت اعتماداََ على ما سبق ذكره عن الأهميّة العلاجيّة للبحر الميّت، يمكن تصنيف أنواع العلاج في البحر الميّت إلى:[٢] العلاج المناخي (بالإنجليزيّة: Climatotherapy): علاج يعتمد على الخصائص المناخيّة المحليّة مثل الشّمس المشرقة، ودرجة الحرارة، والرّطوبة، والضّغط الجوي، ومكونات الغلاف الجوي الخاصة. العلاج بأشعة الشمس (بالإنجليزيّة: Heliotherapy): علاج بعض الأمراض عن طريق التّعرّض لأشعة الشّمس. العلاج البحري (بالإنجليزيّة: Thalassotherapy): العلاج الذي يعتمد على الاستحمام بماء البحر الميت المالح. المعالجة بالمياه المعدنية (بالإنجليزيّة: Balneotherapy): علاج يعتمد على الاستحمام بالطّين المعدنية السّوداء. تاريخ البحر الميت يعود تاريخ البحر الميت إلى العصور القديمة، فعلى الشّمال منه تقع أريحا أقدم المدن المحتلة باستمرار في العالم، ويُعتقد أنّ الشّاطئ الجنوبي الشّرقي للبحر الميت كان موقعاََ للمدن التي هُدمت على زمن سيدنا إبراهيم والتي ذكرت في سفر التّكوين وهي سدوم، وعمورة، بالإضافة لكل من مدينة أدمة، وزيبم، وزوار. عُرف البحر الميت في حضارات الكثير من شعوب المنطقة، ويُقال أنّ الملكة كليوباترا كانت تمتلك حقوقاََ حصريّة لبناء مصانع مستحضرات التّجميل والأدوية في منطقة البحر الميت أثناء الفتح المصري، كما اكتشف الأنباط قيمة البيتومين الذي يُستخرج من البحر الميت والذي يستخدمه المصريون لتحنيط موتاهم. في العصر الروماني استقرت طائفة الأسينيين اليهوديّة على الشّاطئ الغربي للبحر الميت، وقد تميزت المنطقة بوجود حفريات وكهوف ومقابر قديمة تعود لتلك الفترة، ويربط البعض بين طائفة الأسينيين وبين مخطوطات البحر الميت التي تم العثور عليها خلال القرن العشرين في وادي قمران.[٢] أعاد الملك هيرود العظيم بناء العديد من الحصون والقصور على الضّفة الغربية للبحر الميت، أشهرها قلعة مسادا التي فرض عليها الجيش الرّوماني حصاراََ استمر لمدة عامين وانتهى بانتحار المدافعين اليهود عن القلعة بدلاََ من الاستسلام للرومان، وقد ضم الجانب الشّرقي للبحر الميت قلعة مكاور الشّهيرة المتوقع أنها موقع سجن وإعدام يوحنا المعمدان، كما يضم موقع يُسمى قصر اليهود تزعم الرّوايات الإسرائيليّة أنه المغطس الذي عُمّد فيه السّيد المسيح، أما في الشّريعة الإسلامية فتبرز أهمية البحر الميت من علاقته بالنبي لوط عليه السّلام الذي أمره الله أن يذهب إلى مدينتي سدوم وعمورة للتبشير ضد المثليّة الجنسيّة،[٢] وقد ورد في القرآن الكريم أنّه تم تدمير المدينتين بعد أن رفض قوم سيدنا لوط الانصياع لتعليماته في قوله تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ(81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ).[٦]
تعليقات
إرسال تعليق