ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم يُعرف البوتاسيوم بأنَّه أحد المعادن والكهارل الذي يحتاجه جسم الإنسان للبقاء على قيد الحياة، فهو يساعد العضلات على الحركة بالشكل السليم، بما في ذلك العضلات التي تتحكم بضربات القلب، والتنفّس، ويمكن الحصول على هذا العنصر عن طريق النظام الغذائي، إذ يستخدم الجسم الكمية التي يحتاجها من البوتاسيوم، ثمَّ يتخلّص من الكمية الزائدة في الدم عن طريق الكلى، ولكن يمكن أن تبقى كميات كبيرة منه في الدم عند المصابين بأمراض الكلى، إذ قد لا تتمكّن الكلى في هذه الحالة من التخلّص من البوتاسيوم الزائد بالطريقة الطبيعية، وتسمّى هذه الحالة ارتفاع نسبة البوتاسيوم أو فرط بوتاسيوم الدم (بالإنجليزية: Hyperkalemia)، والتي تُعدُّ خطيرة على صحة الجسم، ويمكن أن تزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والوفاة.[١] ويتراوح المعدل الطبيعي لمستوى البوتاسيوم في الدم بين 3.5 و 5 مليمولات لكلّ لتر، وذلك اعتماداً على المختبر الذي قام بالتحليل،[٢] ويُصنّف فرط الدم بالخفيف عندما تكون نسبة البوتاسيوم من 5.1 إلى 6 مليمولات لكلّ لتر، بينما يُصنّف بالمتوسط عندما تتراوح نسبة البوتاسيوم بين 6.1 إلى 7 مليمولات لكلّ لتر، أمّا فرط بوتاسيوم الدم الشديد فيحدث عندما تزيد نسبته عن 7 مليمولات لكلّ لتر.[٣] أسباب ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم يمكن أن تسبب العديد من العوامل الإصابة بفرط بوتاسيوم الدم، بما في ذلك المشاكل الصحية، واستخدام بعض الأدوية، وتوضح النقاط الآتية أسباب ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم:[٤] الفشل الكلوي: يعدُّ الفشل الكلوي السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بارتفاع البوتاسيوم، إذ إنَّ الإصابة بفشل الكلى، أو في حال عدم مقدرتها على أداء وظائفها بالشكل السليم، فإنَّها تُصبح غير قادرة على إزالة البوتاسيوم الزائد من الجسم كما ذكرنا سابقاً. تعاطي الكحول أو المخدرات: يمكن أن يؤدي تعاطي الكحول أو المخدرات الثقيلة إلى تحطيم العضلات، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تحرير كمية عالية من البوتاسيوم من خلايا العضلات إلى مجرى الدم. الصدمات: (بالإنجليزية: Trauma)، إذ يمكن لبعض أنواع الإصابات أن ترفع مستويات البوتاسيوم في الدم، مثل إصابات الحروق، أو الحوادث التي يحدث فيها إصابة عدد كبير من خلايا العضلات،[٤] وتدمير خلايا الدم الحمراء،[٥] الأمر الذي يمكن أن يسبب انتقال البوتاسيوم من خلايا الجسم إلى مجرى الدم.[٤] تناول بعض الأدوية: يمكن أن تسبّب الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: NSAIDs)، مثل: الأيبوبروفين، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen) ارتفاعاً في مستويات بوتاسيوم الدم، بالإضافة إلى بعض مدرات البول، والسيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine)، والتريميثوبريم (بالإنجليزية: Trimethoprim)، ومثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitor)، وحاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blocker)، وحاصرات الكالسيوم، والسكسنيل كولين (بالإنجليزية: Succinylcholine)، والديجوكسين (بالإنجليزية: Digoxin)، والهيبارين (بالإنجليزية: heparin)، والمانيتول (بالإنجليزية: Mannitol).[٦] استهلاك نظام غذائي غنيّ بالبوتاسيوم: يمكن أن يؤدي تناول كمية كبيرة من الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من البوتاسيوم إلى الإصابة بفرط بوتاسيوم الدم، خاصةً عند الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المتقدمة.[٢] الإصابة ببعض الحالات الصحيّة: مثل: مرض أديسون (بالإنجليزية: Addison's disease)، أو ما يسمّى بقصور الغدة الكظرية الأولي، والجفاف، والسكري من النوع الأول.[٥] الاستخدام المفرط لمكمّلات البوتاسيوم.[٥] أعراض ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم يحدث ارتفاع مستويات البوتاسيوم عادةً دون الإصابة بأيّة أعراض،[٧] إذ إنَّ الأعراض لا تظهر إلّا عندما تصبح مستويات البوتاسيوم عالية جدّاً، أي ما يُقارب 7 مليمولات لكلّ لتر أو أكثر، أو عند حدوث الارتفاع المفاجئ، ويمكن أن يؤدي فرط بوتاسيوم الدم الشديد إلى توقّف القلب المسبّب للوفاة، وبشكلٍ عام فإنَّ ارتفاع البوتاسيوم بشكلٍ بطيء كالإصابة بالفشل الكلوي المزمن يستطيع الجسم تحمّله بشكلٍ أفضل من ارتفاع البوتاسيوم المفاجئ،[٨] ومن أعراض ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم، ما يأتي:[٧] الوهن. تسارع دقّات القلب. خدر في الأطراف. ألم في العضلات. صعوبة في التنفس. الغثيان. تشخيص ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم يُشخّص الطبيب ارتفاع ضغط الدم من خلال الفحص السريري، والاستماع لنبضات القلب، والسؤال عن التاريخ المرضي، والنظام الغذائي، والأدوية المستخدمة من قِبَل المريض، بما في ذلك المنتجات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل: الأعشاب، والمكملات الغذائية، ثمَّ يُحدّد التحاليل اللازمة للتحقق من مستوى البوتاسيوم في الدم والبول، ومن الجدير بالذكر أنَّ العديد من العوامل يمكن أن تؤثر في مستوى البوتاسيوم، لذا يمكن أن يطلب الطبيب إجراء التحليل مرّة أخرى إذا كانت مستوياته مرتفعة، كما يمكن أن يطلب إجراء تخطيط كهربائية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiography).[٩] علاج ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم يعتمد علاج ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم على سبب الإصابة بفرط بوتاسيوم الدم، وشدّة الأعراض، وظهور تغيرات في تخطيط القلب، والحالة الصحية العامة للمريض، وتوضّح النقاط الآتية طرق علاج ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم:[٨][٩] علاج فرط بوتاسيوم الدم الخفيف، والذي يحدث عادةً دون الحاجة لدخول المستشفى، خاصةً إذا كان المريض بصحة جيدة، وكانت نتائج تخطيط القلب طبيعية، وغير مصاب بحالات صحية معيّنة، مثل: الحُماض (بالإنجليزية: Acidosis)، وتدهور وظائف الكلى. العلاج الطارئ والسريع، الذي يُعدُّ ضرورياً إذا كان فرط بوتاسيوم الدم شديداً، وسبّبَ حدوث تغييرات في تخطيط كهربية القلب، وغالباً ما يُجرى العلاج في وحدة العناية المركزة تحت مراقبة مستمرة لنبضات القلب. إيقاف الأدوية التي تساهم في فرط بوتاسيوم الدم أو تغييرها. تناول الدوية المخفّض لمستويات البوتاسيوم في الجسم، مثل: مدرات البول التي تساعد على التخلّص من البوتاسيوم عبر المسالك البولية، وبعض الأدوية التي ترتبط بالبوتاسيوم (بالإنجليزية: Potassium binders). علاج أمراض الكلى، مثل: غسيل الكلى الذي يُصفّي البوتاسيوم من الدم. تقليل استهلاك البوتاسيوم بشكلٍ طبيعي، وذلك من خلال تقليل استهلاك مصادره الغذائية، والمكمّلات الغذائية المحتوية على نسبة عالية منه، وتتضمّن بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم: الموز، والمكسرات، والفاصوليا، والحليب، والبطاطا، والمشمش، وسمك القد، واللحم البقري، ويمكن استشارة الطبيب اختصاصي التغذية حول النظام الغذائي المناسب اتّباعه.[٤]
تعليقات
إرسال تعليق